صحيفة تغاريد : الأمريكيون، على موعد مع معركة مصيرية ومفصلية في تاريخهم، اليوم الثلاثاء الأول من مارس، إذ ستصوّت 12 ولاية لاختيار المرشح الحزبي للرئاسة لدى الحزبين الكبيرين الجمهوري والديمقراطي، من خلال معركتين منفصلتين؛ ما يعطي مؤشراً شبه نهائي لمرشحي الحزبين في الانتخابات الأمريكية.
وغالباً ما تعطي الانتخابات التمهيدية والمجالس الانتخابية التي ستجري اليوم والذي يُعرف بـ”الثلاثاء الكبير”، مؤشراً على المرشح الذي سيتم اختياره في كلا الحزبين، بسبب عدد الولايات التي ستحسم خيارها خلاله.
المرشحان المتصدران
وأجرت 4 ولايات حتى الآن انتخاباتها التمهيدية، وهي أوهايو ونيوهامشير وكارولاينا الجنوبية ونيفادا.
وفي الجانب الجمهوري، يتصدر السباق رجل الأعمال الثري والمثير للجدل دونالد ترامب الذي فاز في نيوهامشير وكارولاينا الجنوبية ونيفادا، ولم يخسر سوى في أيوا التي صوتت للسيناتور تيد كروز.
ومن الجانب الديمقراطي، تحظى وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون بتقدم كبير على السيناتور بيرني ساندرز بعد فوزها في أيوا ونيفادا وكارولاينا الجنوبية، فيما فاز ساندرز في نيوهامشير.
وتهدف الانتخابات التمهيدية والمجالس الانتخابية إلى انتخاب مندوبي كل من الحزبين إلى المؤتمرين الحزبيين على مستوى الوطن اللذين يعقدان بين 18 و21 يوليو في كليفلاند (أوهايو، شمال) للجمهوريين، وبين 25 و28 يوليو في فيلادلفيا (بنسيلفانيا، شرق) للديمقراطيين.
ويقوم الحزب في مؤتمره على مستوى الوطن بتعيين مرشحه للرئاسة الذي يكون فاز في الانتخابات التمهيدية والمجالس.
ويبلغ العدد الإجمالي للمندوبين الجمهوريين 2472؛ ما يعني أن أول مرشح يتخطى عتبة 1247 مندوباً يفوز بترشيح الحزب.
أما الحزب الديمقراطي فله 4763 مندوباً، ويتحتم بالتالي على المرشح تخطي عتبة 2382 لنيل ترشيح الحزب.
ولايات التصفية
أما الولايات التي ستجري فيها هذه التصفيات التمهيدية فهي تكساس، وجورجيا، وفرجينيا، وتينسي، وآلاباما، وأوكلاهوما، وأركنساس، وكولورادو، ومينسوتا، وفيرمونت، وماساتشوسيتس، وألاسكا.
وتضم ولاية تكساس أكبر عدد من المندوبين المعنيين بالانتخابات (222 للديمقراطيين و155 للجمهوريين)، في حين تضم آلاسكا وفيرمونت أدنى عدد من المندوبين.
كما تعتبر ولايات أخرى غير تكساس مهمة على صعيد عدد مندوبيها، وفي طليعتها جورجيا وماساتشوستس ومينيسوتا وتينيسي.
ويمثل العدد الإجمالي من المندوبين المشمولين بـ”الثلاثاء الكبير” حوالي ربع المندوبين الإجماليين، ما يعطي هذا اليوم الانتخابي كل أهميته.
معارك داخلية
وهناك معارك داخل الحزبين الكبيرين، فالمعركة الأولى خاصة بالحزب الديمقراطي بين وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، ومنافسها السيناتور الليبرالي بيرني ساندرز.
وقد خرجت هيلاري من الجولات الانتخابية السابقة بـ91 مندوباً، مقابل 65 مندوباً لمنافسها ساندرز، وبالتالي فإن السباق لا يزال في مراحله الأولية.
ولكن من حسن حظ كلينتون وسوء حظ منافسها أن معظم الولايات، التي يجري فيها سباق اليوم (8 ولايات من بين 12 ولاية) تقع في الجزء الجنوبي من البلاد، وبالتالي فإن أعضاء الحزب الديمقراطي في هذه الولايات يميلون إلى وسطية كلينتون أكثر مما يميلون إلى ليبرالية ساندرز.
وتشير استطلاعات الرأي في الولايات الثلاث الكبرى (تكساس وجورجيا وفرجينيا) إلى أن كلينتون متفوقة على ساندرز (60% لكلينتون مقابل 40%) لساندرز.
معركة الجمهوريين
أما المعركة الثانية، فتخص الحزب الجمهوري، حيث ستجري بين 5 مرشحين أبرزهم الملياردير المثير للجدل دونالد ترامب، ويليه في الأهمية السيناتور اليميني المتطرف تيد كروز، والسيناتور الصاعد ذو الأصل اللاتيني ماركو روبيو، إضافة إلى مرشحين آخرين أقل أهمية هما حاكم ولاية أوهايو جون كيسيك، وجراح الأعصاب الشهير بن كاريسون، وهو الأمريكي الوحيد من أصل إفريقي بين المتنافسين.
وتشير المعطيات، إلى أن ترامب يتفوق على جميع المرشحين في جميع الولايات، التي يجري فيها التنافس، بما في ذلك ولاية تكساس، التي ينتمي إليها كروز وولاية فلوريدا التي ينتمي إليها روبيو.
ويعتقد مراقبون، أن السباق الجمهوري لم يعد قائماً على المركز الأول، بل أصبح على المركز الثاني بين كروز وروبيو.